U3F1ZWV6ZTM1NDI5NDY5MDczNTIzX0ZyZWUyMjM1MTk3MjcwODI2Ng==

أول الخلفاء الراشدين "أبوبكر الصديق " ،موقع الحياة العامة .

                             أبوبكرالصديق



الصديق "أبوبكر رضي الله عنه"



    اسمه وصفته :

  • هوعبد الله بن عثمان بن عامر ..القرشي التيمي .ولد بعد مولد النبي صلي الله عليه وسلم بسنتين وأشهر ،في السنة الحادية والخمسين قبل الهجرة ،ومات وله ثلاثة وستون سنة .عاش في مكة ولم يخرج منها إلا للتجارة .
  • ولقبه عتيق ،لقوله صلي الله عليه وسلم :(أنت عتيق الله من النار ).
وقيل سمّي عتيقاً لحسن وجهه .
  • أما كنيته بأبي بكر ،فلعله لُقب بذلك لأنه تزوج امرأة يقال لها أم بكر الكلبية .
  • وهوالصديق ،فقد أصبح رسول الله صلي الله عليه وسلم يحدث الناس بحادثة الإسراء .فسعي رجال  من المشركين إلي أبي بكر ،فقالوا :هل لك إلي صاحبك ؟
يزعم أنه أسري به الليلة إلي بيت المقدس !قال :وقد قال ذلك؟
قالوا:نعم ،قال :لئن قال ذلك لقد صدق ،إنّي لأصدقه فيما هوأبعد من ذلك ،من خبر السماء في غدوة أو روحة ،ثم انتهي إلي النبي صلي الله عليه وسلم ،فطفق يسمع منه ويصدقه .

روي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:قلت لجبريل ليلة أسري بي :(إن قومي لايصدقونني ،فقال :يصدقك أبو بكر الصديق وهو الصديق ).
وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم صعد أحداً فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم ،فضربه النبي صلي الله عليه وسلم برجله ،وقال :(اثبت أحد،فما عليك إلانبي وصديق شهيدان ).
  • أبوه عثمان بن عامر (أبوقحافة ) أسلم يوم الفتح ..ومات سنة 14هجرياً وعمره سبع وتسعون سنة .
  • وأمه أم الخير سلمي بنت صخر ..ابنة عم أبيه .أسلمت قديماً في دار الأرقم بن أبي الأرقم .
  • تزوج في الجاهلية قتيلة بنت العزي من بني عامر فولدت له عبد الله وأسماء ،وتزوج في الجاهلية أيضاً أم رومان بنت عامر فولدت له عبد الرحمن وعائشة ،وتزوج في الإسلام أسماء بنت عميس من خثعم بعد أن قتل عنها زوجها جعفرابن أبي طالب فولدت له محمداً،وتزوج في الإسلام حبيبة بنت خرجة من الخزرج فولدت له بعد وفاته أم كلثوم .
  • وكان ذا يسار يحمل الكل ويكسب المعدوم ،وكان محبباًإلي قريش ،يعرف من أنسابهم مالايعرفه غيره ،وكان مصاحباً لرسول الله قبل النبوة ،فلما شرف الله محمداًبرسالته كان أبو بكر أول من أجابه .كانت تبدوعليه مخايل الذكاء منذ نعومة أظفاره.وحباه الله جمال الخلقة وحسن الخلق :
فقد روي ابن حجر أنه كان أبيض الوجه نحيفاً،وكان لطيف المجالسة طيب المعشر .
اشتهر بالصدق والأمانة .وكانت فيه حدة في الطبع .عرف بالخصال الكريمة،واشتهر بالعفة .
ولم يكن يشرب الخمر التي كانت فاشية في الجاهلية .

                              

                                  أبوبكر قبل الإسلام:

كان أبوبكر في الجاهلية أنسب قريش لقريش ،وأعلم قريش بها ،وبما كان فيها من خير وشر ،وكان رجلا تاجراً ذا خلق ومعروف ،وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه ،لغير واحد من الأمر :
  • لعلمه وتجارته وحسن مجالسته .
  • وكان مشيراًلهم ومحبباً إليهم.
وكان خدنا للنبي وصفياً له في الجاهلية ،وكان معه حين ذهب مع عمه إلي الشام واجتمع ببحيرا الراهب .
لم يعرف عن أبي بكر أنه شرب الخمر في الجاهلية ،وعندما سئل عن ذلك قال:
كنت أصون مروءتي وأحفظ عرضي ،فإن شرب الخمر مضياعاً في العرض والمروءة..
ويقول عن نفسه :ماسجدت لصنم قط .
كان أبو بكررضي الله عنه أحد عشرة من قريش اتصل بهم شرف الجاهلية والإسلام ،فكان إليه أمر الديات والمغارم ،وذلك أن قريشاً لم يكن لها ملك ترجع الأمور كلها إليه ،بل كان في كل قبيلة ولاية عامة تكون لرئيسها ،وذلك كما كان لبني هاشم السقاية والرفادة ،ولبني عبد الدار الحجابة واللواء والندوة .
ولم يكن يسمح لأحد أن يسود  في قومه إلا إذا تفوق في هذه الخصال الست :
السخاء ..النجدة ..الشجاعة ..الحلم  ..التواضع ..البيان.وكانوا يقولون :(موت ألف من العيلة  ،خير من ارتقاء واحد من السفلة ).
كان أبو بكر واحداًمن المتحنفين الذين كانوا يتطلعون إلي دين لاتلوثه الوثنية ولاتشوبه الجاهلية ..ولقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً:(لست أنسي قس بن ساعدة ممتطياً جملاً أورق في سوق عكاظ ،وهو يتحدث حديثاً ماأحسبني أحفظه ،فقال أبوبكر :
إني أحفظه يارسول الله ،كنت حاضراً ذلك اليوم في سوق عكاظ ،ومن فوق جمله الأورق وقف قسٌ يقول :أيها الناس اسمعوا وعوا ،وإذا وعيتم فانتفعوا ،إن من عاش مات ،ومن مات فات ،وكل ماهو آت آت ،إلي أن يقول :يقسم قس إن لله ديناً هوأحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه ..إلخ .
ويذكر أبوبكر الصديق :أنه كان جالساً بفناء الكعبة ،وكان زيد بن عمرو بن النفيل قاعداً ،فمر به أمية بن الصلت .
فقال :كيف أصبحت ياباغي الخير؟
قال:بخير.
قال:وهل وجدت؟قالكلا.ثم قال :أماإن هذا النبي الذي ينتظر منا أومنكم .
قال أبو بكر :ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبي ينتظر أويبعث .
قال : فخرجت فسألت ورقة بن نوفل..فقال :نعم يابن اخي ،إلاأن هذا النبي الذي ينتظر من أوسط العرب نسباً.
كان أبو بكر بزازاً يتاجر بالثياب ،ذا مال وفير ..أنفقه كله في سبيل الله وفي سبيل النبي صلي الله عليه وسلم .

                         أبوبكر في الإسلام:

  • أول من أسلم من الرجال 
كان أبو بكر رضي الله عنه خدناً للنبي صلي الله عليه وسلم وصديقاً له،فلما بعٌث انطلق رجال من قريش إلي أبي بكر ،فقالوا:ياأبابكر ،إن صاحبك ..

قال :وماشأنه ؟قالوا:هو ذاك في المسجد يدعوإلي عبادة إله واحد .ويزعم أنه نبي !قال أبو بكر رضي الله عنه :وقال ذاك ؟قالوا:نعم .
فأقبل أبو بكر إلي النبي صلي الله عليه وسلم ،فطرق عليه الباب فاستخرجه،فلما ظهر له قال :ياأبا القاسم !مالذي بلغني عنك ؟قال:ومابلغك عني ياأبابكر ؟ قال :بلغني أنك تدعواإلي توحيد الله ،وزعمت أنك رسول قال:نعم ياأبابكر ،إن ربي جعلني بشيراً ونذيرا ً،وجعلني دعوةإبراهيم ،وأرسلني إلي الناس جميعاً،قال أبو بكر رضي الله عنه :والله ماجرّبت عليك كذباً،وإنك لخليق بالرسالة لعظم أمانتك ،وصلتك لرحمك ،وحسن فعالك ،مدّ يدك فإني مبايعك .
لم يكن أبو بكر بحاجة إلي من يدعوه ..بل كان كأنه علي موعد مع الدين الجديد ..
وبمجرد أن قال محمد كلمته ..قال أبوبكر :إن كان قال فقد صدق !!
هكذا كان منطق الإيمان في وعي الرجل الرشيد أبي بكر .إنه الإيمان الذي لم يتلعثم أبداً.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :(مادعوت أحداً إلي الإسلام إلاكانت منه عنده كبوة ونظر وتردد ،إلاماكان من أبي بكر ،ماعكم(تلبث) عنه حين ذكرته له ،وماتردد فيه).
كان أبوبكر أول من أسلم من الرجال ،وكانت خديجة أول من أسلمت من النساء ،وعلي بن أبي طالب أول من أسلم من الفتيان ،وزيد بن حارثة أول من أسلم الموالي.
أسلم الرجل الذي وإن لم يكن نبياً،إلا أنه سيكمّل دور النبي.
سئل محمد بن الحنفية (هوابن علي بن أبي طالب )أكان أبو بكر أول القوم إسلاماً؟
قال:لا،قيل:فبأي شيء  علاوسبق حتي مايذكر معه غيره ؟
قال :بأنه أسلم يوم أسلم وكان خيرهم إسلاماً،ولم يزل علي ذلك حتي توفاه الله تعالي .

  • آمن قلبه فانطلق يدعوغيره :
ماأن أسلم أبو بكر ،حتي راح يدعوا إلي الله فهذه مهمة الداعية .وفي الزيارة التالية لرسول الله صلي الله عليه وسلم لم يكن وحده..بل كان معه خمسة من أشراف قريش ،أقنعهم أبو بكر بالإسلام فجاءوا يبايعون النبي صلي الله عليه وسلم ..أولئك هم:

عثمان بن عفان ،والزبير بن العوام ،وعبد الرحمن بن عوف ،وسعد بن أبي وقاص ،وطلحة بن عبيد الله ،ثم جاء الغد بعثمان بن مظعون ،وأبي عبيدة بن الجراح،وأبي سلمة بن عبد الأسد ،والأرقم بن أبي الأرقم .
لم يكن إيمان أبي أبكر بالدين الجديد ..كلمة يقولها صاحبها وكفي ،بل كان إيماناً إيجابياً متحركاً،ماإن استقر في قلبه حتي سعي إلي تحقيق ذاته بدعوة الآخرين رضوان الله عنهم أجمعين .
كان أبو بكر رضي الله عنه قد ابتني بفناء داره مسجداً ،يصلي فيه ويقرأ القرآن فيجتمع عليه الناس ويستمعون إلي قراءته وصلاته وبكائه ،فكان ذلك سبباً في إسلام الكثيرين.

                       أول خطيب دعا إلي الله في مكة :

وذلك أن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم اجتمعوا وكانوا تسعة وثلاثين رجلاً،فألح
أبوبكر علي رسول الله صلي الله عليه وسلم بالظهور،قال:ياأبابكر إنا قليل ،فلم يزل يلح علي رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي ظهر ،وتفرق المسلمون في نواحي المسجد ،وقام أبو بكر ،خطيباً،ورسول الله صلي الله عليه وسلم جالس،فكان أول خطيب دعاإلي الله وإلي رسوله .وثار المشركون عليه وعلي المسلمين ،فضربوهم في نواحي المسجد ضرباً شديداً،ودنا منه عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ويحرفحهما لوجهه،ونزل علي بطن أبي بكر حتي مايعرف وجهه من أنفه ،وحملت بنو تيم أبابكر في ثوب حتي أدخلوه منزله ولايشكون في موته ،فتكلم آخر النهار فقال:مافعل رسول الله صلي الله عليه وسلم فمسوامنه بألسنتهم وعذلوه ،ثم قاموا وقالوا لأمه أم الخير:انظري أن تطعميه شيئاً أوتسقيه إياه ،فلما خلت به ألحت عليه ،فجعل يقول :مافعل رسول الله صلي الله عليه وسلم؟
قالت:والله لاعلم لي بصاحبك ،فقال:إذهبي إلي أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه.فخرجت ،حتي جئت أم جميل فقالت :إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ،قالت:ماأعرف أبابكر ولامحمد بن عبد الله ،وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلي ابنك ذهبت ،قالت:نعم .فمضت معها حتي وجدت أبابكر صريعاً دنفاً ،فدنت منه أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت :
والله إن قوماً نالوا هذا لأهل فسق وكفر،وإني لأرجوا أن ينتقم الله منهم ،قال:فمافعل رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟
قالت:هذه أمك تسمع،قال :فلاشيء عليك منها ،قالت:سالم صحيح ،فقال:أين هو ؟قالت:في دار الأرقم بن أبي الأرقم .قال:فإن لله علي أن لاأذوق طعاماً ولاأشرب شراباً حتي آتي رسول الله صلي الله عليه وسلم .فأمهلتاه حتي إذا هدأت الرِجل وسكن الناس،خرجتا به يتكيء عليهما ،حتي أدخلتاه علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ،فانكب عليه فقبله ،ورق له رسول الله صلي الله عليه وسلم رقة شديدة .
وقال أبو بكر :هذه أمي يارسول الله ادع الله لها عسي أن يستنقذها بك من النار ،فدعا لها فأسلمت .
ظهورالمسلمين علناً في نادي قريش ..وجهرهم بالإسلام ..وقيام أبي بكر خطيباً يدعواإلي الله ورسوله ..هوالخروج الأول لهم ..أما الخروج الثاني فكان يوم أسلم عمر رضي الله عنه.

  • أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟
روي ابن إسحق عن عبد الله بن عمروبن العاص :(أنه حضر قريشاً يوماً وقد اجتمع أشرافهم في الحجر ،فذكروا رسول اللهصلي الله عليه وسلم ،فقالوا:مارأينا مثل ماصبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط! سفّه أحلامنا ،وشتم آباءنا ،وعاب ديننا ،وفرق جماعتنا ،وسبّ آلهتنا ..لقد صبرنا علي أمر عظيم !فبينا هم في ذلك إذطلع رسول الله صلي الله عليه وسلم 
،فأقبل يمشي حتي استلم الركن ..ثم مر بهم طائفاً بالبيت ،فلمامربة رجل  بهم غمزوه ببعض القول ،فعُرف ذلك في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم ،ثم مر بهم الثانية فغمزوه بمثلها ،فعرف ذلك في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم ،ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها.
فوقف ثم قال :(أتسمعون يامعشر قريش ؟أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح )!
قال:فأخذت القوم كلمته،حتي مامنهم رجل إلا كأنما علي رأسه طائر واقع .حتي إن أشدهم فيه وصاة ًقبل ذلك،ليرفؤه بأحسن مايجد من القول ،حتي إنه ليقول:انصرف ياأباالقاسم ،فوالله ماكنت جهولاً ..قال:فانصرف رسول الله صلي الله عليه وسلم .
حتي إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم ،فقال بعضهم لبعض:ذكرتم مابلغ منكم ومابلغكم منه ،حتي إذا بادأكم بماتكرهون تركتموه !فبيناهم في ذلك طلع رسول الله صلي الله عليه وسلم ،فوثبواإليه وثبة رجل واحد ،واحاطوا به يقولون:
أنت الذي تقول كذا وكذا ؟_لماكان يقولمن عيب آلهتهم ودينهم _فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :(نعم،أنا الذي أقول ذلك ).قال:فلقد رأيت رجلاًمنهم أخذ بمجمع ردائه ،فقام أبوبكر رضي الله عنه دونه ،وهويبكي ويقول :(أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله..)؟
وذكرابن إسحق :أن أبابكررجع يومئذ وقدصدَعوا فرْق رأسه مماجبذوه بلحيته ).

  •    مسؤولية أبي بكر عن المستضعفين 
ويوم اشتد تعذيب طغاة قريش للمستضعفين من المسلمين ..اشتراهم أبو بكر وأعتقهم فماقيمة الثروة عنده إن لم ينفقها في سبيل تحريرإخوان العقيدة.من هؤلاء:
  • بلال بن رباح ..
كان يُخرجه أمية بن خلف إذا حميت الظهيرة ،فيطرحه علي ظهره ،في بطحاء مكة ،ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع علي صلبه ،ثم يقول له:لاتزال هكذا حتي تموت أو تكفر بمحمد ،وتعبد اللات والعزي .
فيقول:أحد أحد.
فيمرّأبوبكر فيقول لأمية :ألاتتقي الله في هذا المسكين ؟حتي متي؟قال:أنت أفسدته،فأنقذه مما تري!قال أبوبكر:أفعل.واشتراه بخمس أواق ذهباً ،فقال أمية،لوأبيت إلاأوقية لبعناك .قال أبوبكر :لوأبيتم إلامائة أوقية لأخذته .
كان بلال رجلاً صالحاً ..قال فيه سيدنا عمر رضي الله عنه :(أبوبكرسيدنا..وأعتق سيدنا).
  • وعامر بن فهيرة التميمي أحد السابقين الذين عذُبوا في الله .
  • وأم عبيس وهي زوج كريز بن ربيعة ،ولدت له عبيساً فكنيت به ،أسلمت أول الإسلام وكانت ممن استضعفه المشركون فعذبوها .
  • وزنيرة الرومية ..وكانت أمة عمر بن الخطاب أسلمت فكان فكان يضربها حتي أصيب بصرها.
  • والنهدية وابنتها..كانتا لامرأة من بني عبد الدار ..اشتراهماأبو بكر وأعتقهما.
  • وجارية ابن عمرو بن مؤمل ..كانت مسلمة ،وكان عمر بن الخطاب يعذبها لتترك الإسلام ،فيضربها  حتي إذا ملّ،قال:أعتذر إليك،إني لم أتركك إلامللاً،فتقول:فعل الله بك ..فاشتراها أبوبكر وأعتقها..

وكان أبو قحافة نصح ابنه أبابكر فقال:يابني أراك تعتق رقاباً ضعافاً،فلوأنك إذ فعلت أعتقت رجالاً جُلداً،يمنعونك ويقومون من دونك ،فقال أبوبكر رضي الله عنه :ياأبت إني أريد ماعند الله ،فانزل الله عزوجل فيه:(فأمامن أعطي واتقي وصدق بالحسني فسنيسره لليسري).

  • وهم من بعد غلبهم سيغلبون 
اقتتل الروم وفارس في أدني الأرض ،فهزمت الروم ..فشق ذلك علي النبي صلي الله عليه وسلم وفرح مشركوا مكة وشمتوا وقالوا:لو قاتلتمونا لنظهرنّ عليكم كما ظهر إخواننا من أهل فارس علي إخوانكم من أهل الكتاب ..ونزل قوله تعالي :(الم.غلبت الروم .في أدني الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ..في بضع سنين )..
فخرج أبوبكر إلي أهل مكة وقال:والله ليظهرن الروم علي الفرس ..أخبرنا بذلك الوحي الذي نزل علي نبينا ..فقام إليه أُبيّ بن خلف فقال:أتراهنني ؟عشر قلائص مني وعشر قلائص منك .
وجاء أبوبكر إلي النبي صلي الله عليه وسلم فأخبره ،فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم :
إنما البضع مابين الثلاث إلي التسع فزايده في الخطر ومادّه في الأجل ،فخرج أبوبكر فلقي أُبياً.فقال :تعال أزايدك في الخطر وأمادّك في الأجل ،فاجعلها مائة قلوص،إلي تسع سنين قال:قد فعلت .
وظهرت الروم علي فارس علي رأس سبع سنين ..فقبض أبوبكر رضي الله عنه المال وجاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم وذلك قبل أن يحرم القمار ..فقال له:تصدق به.
وكيف لايصدّق أبو بكر بكلمات الوحي ..التي لايأتيها الباطل  من بين يديها ولامن خلفها ..
يحملها الأمين جبريل ..لتجري علي لسان النبي الأمين الذي لاينطق عن الهوي ،إن هو إلاوحي يوحي ..؟
  • يوم الإسراء
كان أبو بكر رضي الله عنه يعيش بين الناس هادئاً وادعاً..حتي إذا تعرض الصف المسلم لأزمة ما ..تجده قوياً حاسماً واثقاً،فلم يكن ثمة أرسخ ولاأقوي من إيمان أبي بكر ..ولم يكن أحد أوعي لمسؤولياته منه ..
يوم اهتز الصف المسلم ..وظن المشركون أنها الفرصة المناسبة المواتية للانقضاض علي الدين الجديد ..جاءوا دار أبي بكر وصاحوا به:
  • ياعتيق..كل أمر صاحبك قبل اليوم كان هيناً..أما الآن فاخرج لتسمع:إنه هناك عند الكعبة..يحدث الناس أن ربه أسري به الليلة إلي بيت المقدس.
وقال آخر :ذهب ليلاً ،وعاد ليلاً،وأصبح بين ظهرنا ..فأجاب أبو بكر رضي الله عنه بلاتردد:
(أي بأس ..؟إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ..أصدقه في خبر السماء يأتيه في غدوة أو روحة ..إن كان قال فقد صدق ).
أجل ..أفلايصدقه إذا قطع بضعة أميال في ليلة واحدة ؟
إن الله الذي آمن به أبو بكر لامنتهي لقدرته .
والرسول الرسول الذي آمن به أبوبكر لاشك في صدقه ..
وماأكثر الظواهر التي نراها ونُحسها ويعجز العقل عن تفسيرها .
ليست المشكلة إذن :كيف ذهب الرسول إلي بيت المقدس وعاد منه في ليلة .
ولكن المسالة هي :هل قال محمد ذلك ..؟
إن كان قال ،فقد صدق !!
وهرول أبو بكر إلي الكعبة حيث رسول الله .
وعند الكعبة رأي الجمع الشامت المرتاب ،متحلقين لاغطين .
وانطرح أبوبكر علي رسول الله صلي الله عليه وسلم يعاتقه ويقول:
والله إنك لصادق ..والله إنك لصادق ..
  • الهجرة إلي الحبشة 
عندما اشتد اضطهاد المشركين للفئة المؤمنة ..خرج أبو بكر مهاجراً نحو أرض الحبشة ..حتي إذا بلغ برك الغماد ،لقيه ابن الدُغُنّة وهوسيد القارة فقال:
أين تريد ياأبابكر ؟قال:أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض ،وأعبد ربي .قالابن الدغنة:فإن مثلك ياأبابكر لايخرج ولايُخرج ،فإنا لك جار ،ارجع واعبد ربك في بلدك ..وقبلت قريش بجوار ابن الدغنة ،ولكنها اشترطت علي أبي بكر أن يعبد الله في داره..ولايستعلن به فإنا نخسي أن يفتن نساءنا وأبناءنا ..ثم بدا لأبي بكر ،فابتني مسجداً بفناء داره ،وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه ..وكان أبو بكر بكاءً ،لايملك عينه إذا قرأ القرآن ..وأفزع ذلك أشراف قريش ..
وراجع ابن الدغنة أبابكر وطلب منه أن يصلي داخل داره أو أن يرجع إليه ذمته ..فقال أبو بكر :فإني أردّ إليك جوارك ،وأرضي بجوار الله عزوجل .
    





 




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة