U3F1ZWV6ZTM1NDI5NDY5MDczNTIzX0ZyZWUyMjM1MTk3MjcwODI2Ng==

العوامل المؤثرة في بناء الشخصية "الفروق الفردية "،موقع الحياة العامة .

                                                الفروق الفردية

يقول د.مصطفي محمد الطحان في كتابه التربية ودورها في تشكيل السلوك :

إن الأفراد ليسوا أنماطاً متناظرة متماثلة في مواهبهم وقدراتهم ،كما انهم ليسوا بشكل واحد في مظاهر أجسامهم .فهناك فروق عديدة بين كل إنسان وآخر ،قد تكبر تلك الفروق وتتسع ،وقد تصغر وتضيق ،ولكنها موجودة علي كل حال . 

                                                            

                              الموهبة استعداد فطري ،يحمله إنسان معين ، ولكل فرد موهبة معينة ،تكمن فيها فتيلة الإبداع ،وتظل هذه الفتيلة كامنة إلي أن يهيئ لها الله من يكتشفها ،فحينئذ يتفجر الإبداع و(كل ميسر لما خلق له ).

وللمواهب دور خطير في كل المجالات ،فالحاكم الموهوب يقود أمة مبدعة ،والزوج الموهوب ينجب ذرية نافعة ذكية ويبني أسرة صالحة ،والمعلم الحكيم يخرج طلابا عباقرة ، وكل هذه المواهب تحتاج من يكتشفها ،فهي كاللبن لا تخرج الزبدة منه ،إلا بعد خضه ،لقد اهتم الإسلام باكتشاف المواهب ،حتي في ملاعب الأطفال المعدين فطريا منذ صغرهم لشتي المجالات . ولهذه الفروق في المواهب حكم تربوية واضحة فهي :

  • تؤكد قدرة الله سبحانه وتعالي وبديع صنعه ودقيق علمه .إن أعظم معمل لصناعة السيارات مثلا لايستطيع أن ينتج كل يوم ملايين السيارات ،وكل سيارة منها لها تركيبها الخاص ،وأجهزتها الفردية ،مما يجعلها تختلف عن غيرها ..لأن العقل الإنساني والصناعي لايستطيع ذلك .ولأنه يحتاج في كل نموذج معين إلي مهندس خاص ومعمل مستقل وعمال متميزين ..بينما الله الخالق فإنه منذ أول الخليقة من(آدم ) عليه السلام إلي يومنا هذا ،وإلي ماشاء الله ،يخلق كل دقيقة آلاف الناس ،وكل إنسان له فرديته وميزته وشخصيته ..وله فروقه الخاصة ..في صوته وشكله ..وقدرته وتركيب جسمه وأطرافه ..بل في انطباعاته (انطباعات يديه ورجليه ) ،ويصمات أصابعه ..يقول تعالي "أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلي قادرين علي أن نسوي بنانه ).
  • حكمة اجتماعية تربوية ،فالمجتمع الإنساني يجب أن يكون متكاملا متعاونا ،وفرد واحد مهما أوتي من ذكاء وعبقرية أو علم غزير ،أو مال واسع ،أو جسم قوي متين ،أوكفاية أجتماعية ناجحة ..لايستطيع أن يكون كل شيء ،أو ان يستغني عن غيره في أكثر المتطلبات اليومية .
لذلك فالمجتمع المتكامل هو الذي فيه مدرس ومهندس ،وفيه عامل ومزارع ،وفيه طبيب وصيدلي ،وفيه تاجر وحداد وطحان ،وفيه موظف ومدير ، وفيه قائد وجندي ،قال تعالي : (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ  بعضهم بعضاً سخريا) .

  • خلقية انسانية ،فالانسان مهما أوتي من ذكاء أوقوة أو علم فعليه ألايغتر بذلك ولايتكبر علي سواه .فإنه في أمس الحاجة إلي من هو أدني منه . فالمهندس لابد له من من مساعدين وعمال .والمدرس لابد له من طالب علم .
والجانب الخلقي والتربوي يظهر فيمن لديه نقص أو ضعف في جانب واحد من قدراته ..فهذا عليه ألايركز حياته علي مواطن ضعفه فيعيش حياته أسيرا لهذه الدائرة ..بل عليه أن يركز علي مواطن القوة لديه ..وسيعالج ذلك مواطن ضعفه تلقائياً .

والله سبحانه وتعالي إن سلب من أحد شبيئاً فإنه يعطيه في أشياء أخري ،فقد تجد الرجل النحيل في جسمه قوياً في عقله ،وقد تجد من فقد حاسه قد عوضه الله عنها نشاطاً زائداً في حواسه الأخري .

تري الرجل النحيل فتزدريه          وفي أنوابه أسد هصور  

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة