أسباب صعوبات التعلم:
 |
أنواعه وأسبابه وعلاجه ودور الأسرة في علاج صعوبات التعلم :
بدأ الإهتمام بما يسمي بصعوبات التعلم في العصر الحديث ،وكان بداية في المجال الطبي ، ثم في بداية القرن العشرين اهتم التربويون بها واخذوا دورا بارزا في تعريفها ومحاولة تحليل أسبابها ووضع الحلول التي تعالجها أو تقلل تأثيراتها السلبية إلي جانب العلاجات الطبية ، وقد كان عالم النفس الأمريكي صاموئيل أول من أعد كتاب جامعي يدور حول التربية الخاصة ،كما واستخدم صاموئيل والعالم بيثمان المصطلح لوصف مجموعة من الأطفال الذين كانوا يعانون من صعوبات التعلم في الفصل ،ومن هنا بدأ الإهتمام العلمي بصعوبات التعلم .
تم الإعتراف رسميا بصعوبات التعلم عام 1969 بموجب القانون العام للولايات المتحدة 230/91 الخاص بالأطفال ذوي صعوبات التعلم.
إن صعوبات التعلم من أكثر المشكلات التربوية التي تواجه الآباء مثلما تواجه الأبناء ،فمن الممكن أن يلاحظ ولي الأمر صعوبة لدي ابنه في الفهم أو التركيز وكذلك في القراءة والكتابة .
كما واختلفت التعريفات لصعوبات التعلم من شخص لآخر تبعا للنقطة التي يركز عليها ،لكن يمكن تلخيص التعريفات بأنها حالة مرضية تؤدي إلي تدن مستمر في عملية التحصيل الأكاديمي للطالب أو الطالبة مقارنة بزملائهم في الصف الدراسي كما أنها تؤدي إلي صعوبة التأقلم مع البيئة المحيطة والتعامل معها ،ويظهر التدني أو الصعوبة في مهارة أو أكثر من مهارات التعلم مثل :
المهارات الأساسية للقراءة والكتابة ،العمليات الكتابية أوالعمليات الحسابية او القدرة علي :
الإستماع أو الإدراك أو التفكير أو الكلام .
مفهوم صعوبات التعلم
هو مصطلح عام يستخدم لوصف المشكلات التي يواجهها الأطفال خلال عملية التعلم سواء كانوا مصابين بإعاقات نفسية أو جسدية اوأصحاء ،وتكون هذه الصعوبات في إحدي العمليات المتعلقة بالتعلم مثل :
التفكير أو الإنتباة أو الكتابة أو النطق وغيرها من العمليات الحسابية أو المهارات المتطلبة بأي من العمليات السابق ذكرها .
كما ويطلق مصطلح صعوبات التعلم أيضا علي الأطفال المعاقين عقليا وحركيا والمضطربين نفسيا ،والمصابين بخلل في حاستي السمع والبصر ،شرط ان تكون تلك الحالات المرضية سبب الصعوبة عندهم .
تعريف آخر لمصطلح صعوبات التعلم
هي اضطرابات تؤثر علي قدرة الطفل علي الفهم او استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة او القيام بالحسابات الرياضية ،وعلي الرغم من
أن صعوبات التعلم تحدث لدي الأطفال في سن صغيرة جدا ، إلا أنه عادة يتم التعرف علي الإضطرابات حين يصل الطفل إلي سن المدرسة ،وتظهر الأبحاث حوالي مابين 8 إلي 10 بالمائة من الأطفال في أمريكا تحت سن 18 عاما لديهم نوع من صعوبات التعلم .
أسباب صعوبات التعلم :
في حين كان يعتقد أن صعوبات التغعلم ناتجة عن مشكلة عصبية واحدة ،يقول الباحثون الآن أن الأسباب اكثر تنوعا وتعقيدا ،ويبدو
أن الأدلة الجديدة تظهر صعوبات التعلم في منطقة محددة من الدماغ أي :صعوبة في جمع المعلومات من مناطق مختلفة من الدماغ ،
والنظرية الرائدة في أسباب صعوبات التعلم هي أنها تنبع من اضطرابات بسييطة في الدماغ ووظائفه التي قد تبدأ قبل الولادة ،كما ان هناك عددا من الإحتملات الأخري التي تشمل مايلي :
1_خلل في نمو المخ وتطوره ،كعيوب نمو الخلايا العصبية وتكوينها واتصالها مع بعضها البعض .
2_ اسباب وراثية "الإستعداد الوراثي " مثل : إصابة أحد الوالدين او أفراد العائلة بصعوبات التعلم .
3. حدوث مشكلات خلال الحمل أو الولادة مثل :نقص الاكسجين الواصل للجنين أو انخفاض الوزن عند الولادة أو الولادة المبكرة أو التدخين والإدمان ،أوتعاطي الأم التبغ أو المخدرات أو الكحول أو العقاقير الضارة بالجنين خلال الحمل أو قبله .
4_ التعرض لبعض العوامل البيئية "السموم البيئية " مثل :تالتسمم بالرصاص أوتلوث المياه أو الهواء وما يتسبب به هذا التلوث من تلف في الخلايا العصبية .
5_الصدمات الحادة في الرأس .
6.التهاب الجهاز العصبي المركزي .
أنواع صعوبات التعلم :
تم الإتفاق بين المختصين في مجال صعوبات التعلم علي تقسيمها إلي مجموعتين رئيسيتين :
1-صعوبات التعلم الإنمائية :
هي التي تتعلق بالوظائف الدماغية والعمليات العقلية والمعرفية التي يحتاج إليها الطفل للتمكن من الإدراك والإحاطة بما حوله ،حيث أنها تؤثر في تطور الطفل قبل التحول إلي المدرسة .
2_صعوبات التعلم الأكاديمية :
هي التي تتعلق بالتحصيل الدراسي والمعرفي للطالب مثل : صعوبات القراءة والكتابة والتعبير والتهجئة والحساب ،وترتبط هذه المجموعة بشكل كبير وواسع مع صعوبات التعلم الإنمائية وتعتمد عليها .
3_خلل الأداء الحركي :
وهذا الخلل يؤثر علي قدرة الطفل الحركية فتلاحظ صعوبة لديه في مسك المعلقة أو ربط الحذاء ،مما يؤدي بعد ذلك إلي صعوبة في الكتابة والتي تعد إحدي أهم وسائل التعلم ،وقد يعاني البعض من صعوبة في الكلام أو صعوبة في حركة العينين .
4-عسر القراءة :
يؤثر هذا الخلل في قدرة الطفل علي القراءة والكتابة وكذلك فهم القواعد النحوية ،وقد يعاني هولاء الأطفال من صعوبة ترجمة افكارهم إلي كلمات أثناء محادثاتهم أشخاص آخرين .
5_عسر الكتابة :
يؤثر هذا النوع علي قدرات الطفل الكتابية ،وتظهر في صورة سوء خط اليد أو صعوبة في التهجي أو صعوبة وضع الأفكار في كلمات مكتوبة .
6_عسر الحساب :
يكون الطفل غير قادر علي إجراء العمليات الحسابية ،كما ويكون لديه مشكلة في العد أو حفظ جدول الضرب أو غيرها من المسائل الرياضية المعقدة .
7_عسر الفهم السمعي :
ولايقصد به ضعف السمع ،إنما هو خلل بمفهوم المعلومات السمعية وصعوبة في تذكرها ،لذا يصعب علي الطفل مثلا ترديد الكلمات بعد المعلم ،وكذلك تسميع الكلمات التي عمل علي حفظها من قبل .
8_عسر الفهم البصري :
لايقصد به ضعف الرؤية ،إنما هو خلل في فهم المعلومات البصرية ،لذا يعاني الطفل صعوبة في القراءة أو إيجاد الإختلافات بين صورتين متشابهتين علي سبيل المثال ،وكذلك عدم القدرة علي تنسيق حركة اليد والعين معا.
علامات صعوبة التعلم :
إن تحديد الحالات التي تعاني من صعوبات التعلم ليس بالأمر السهل ،وذلك بسبب تعقيدها وتشابكها مع أعراض أخري ،ووحدهم الخبراء في هذا المجال هم القادرون علي الكشف عن هذه الحالات بالإستعانة بحساب مستوي الذكاء نسبة للعمر ،بالإضافة إلي ملاحظة الدلائل التي تشير إلي صعوبات التعلم ،والتي يمكن تلخيصها فيما يأتي :
1.الأطفال دون الأربعة أعوام :
صعوبة في النطق ،صعوبة في متابعة اللحن عند الإنشاد ،مشاكل في تعلم الأحرف ،والأرقام والأشكال والإتجاهات ومواجهة المشاكل عند الإمساك بالقلم أو ربط الحذاء .
2.الأطفال من أربعة إلي سبعة أعوام :
صعوبة في الجمع بين الأحرف وتجميع أصواتها ونطقها ،والخلط بين الكلمات عند القراءة ،والخطأعند التهجئة والقراءة بشكل دائم ،ومشاكل في فهم المفاهيم الأولية للحساب ،ومشاكل في إتقان المهارات الجديدة وتعلمها ،وصعوبة في قراءة الساعة .
3.الأطفال من عمر التاسعة إلي عمر الخامسة عشر :
صعوبات في قراءة الفقرات والقيام بالعمليات الحسابية وصعوبات في الإجابة عن السؤال الإنشائي ،وكتابة نفس الكلمة بعدة طرق في نفس الفقرة ،ورداءة الخط .
علاج صعوبات التعلم :
من الطبيعي أن تؤثر الإصابة بصعوبات التعلم في حياة الطفل علي جميع المجالات ،لذلك لابد من التدرج في العلاج من خلال الخطوات التالية :
1. تفهم الوالدين للمشكلة واستيعابها ،وقراءة المقالات والأبحاث التي تتحدث عن هذه الصعوبات والتعرف علي قصص ناجحة أصيبت بمثل هذه المشكلة وشفيت منها ،والتعاون بين الأسرة والمدرسة لتحقيق أفضل النتائج العلاجية .
2. اتباع برنامج تعليمي خاص ومتخصص بحالة الطفل ،حيث إن الصعوبات تختلف من طفل لآخر كمال أن قدرة الطفل الإستجابية للعلاج تختلف أيضا ،لذلك لابد من اختيار البرنامج الذي يخدم الطفل بشكل أساسي .
3.تشخيص حالة الطفل من قبل المشرفين والمختصين ،وكلما كان التشخيص مبكرا كانت الإستجابة للعلاج أسرع .
دور الأسرة في علاج صعوبات التعلم :
1. قم بمدح طفلك عند قيامه بعمل جيد .
2.انتبه لصحة طفلك العقلية جيدا.
3. اكتشاف الطرق التي يتعلم بها طفلك بشكل أفضل ،وقم بالتركيز عليها .
4. تحدث مع الآباء الآخرين الذين يعانون من نفس المشكلة ويشاركون التجارب .
5. اجعل الواجبات الخاصة بطفلك أولوية واعط لها الوقت الكافي ،وابحث عن طريقة تحمسه لأدائها .
6. قم بوضع خطة مع معلمين المدرسة لتطوير وتلبية احتياجات طفلك التعليمية .
إرسال تعليق