U3F1ZWV6ZTM1NDI5NDY5MDczNTIzX0ZyZWUyMjM1MTk3MjcwODI2Ng==

التوازن بين النجاح والفاعلية ،موقع الحياة العامة .

                        التوازن بين النجاح والفاعلية 

                                     
الكفاءة

السعادة الحقيقية  😀

ماذا تعني الفاعلية من وجهة نظرك ؟
هذا السؤال سأله د.أكرم رضا في أكثر من برنامج تدريبي ،فكانت إجابة أكثر الحاضرين :إنها الإنتاج !
وهذا يعني أن فاعلية إنسان تقاس بمقياس واحد ؛هو مدي إنتاج هذا الإنسان ،وفاعلية أي أداة من الأدوات تقاس بمدي إنتاجها ،وفاعلية أي شخص تتعامل معه تقاس أيضاً بمدي إنتاجه .
ولكن ليست هذه هي الفاعلية Effectiveness ،فإذا رجعنا إلي كتب الإرادة سنجد أن هذا تعريف شيء آخر اسمه الكفاءة Efficiency ..وهو:
getting the most output from the least amount of input 

الحصول علي أكبر المخرجات من أقل المدخلات .
والفاعلية شيء آخر؛ إذا أردنا أن نتعرف عليه لابد أن نذهب إلي أعظم الناس فاعلية وهم الأنبياء ..تعالوا نسأل محمداً صلي الله عليه وسلم عن الفاعلية .
عن أنس بن مالك قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (إن هذا الدين متين ،فأوغلوا فيه برفق ).
عن أبي هريرة ،عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :(إن الدين يسر ،ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ).
(إن هذا الدين متين ،فأوغل فيه برفق ؛فإن المنبت لاأرضاً قطع ولاظهراً أبقي ).

إنها صورة يعرضها علينا رسول الله صلي الله عليه ةسلم ..ذلك الرجل الذي ركب دابة (حماراً أوحصاناً) و أراد  أن يصل إلي مبتغاه في أسرع وقت ممكن ،فأخذ يضرب دابته بقوة ويحثها علي السير ،حتي آذاها الضرب فسقطت منه في الطريق ،فلا هو أبقي ظهره الذي يركبه ،ولا هو وصل إلى. مبتغاه .


                                                             الإوزة الذهبية

                                           
الإوزة الذهبية.

وبعد مثال النبي  صلي الله عليه وسلم نستطيع أن نقص عليك حكاية لطيفة ؛عن أسطورةالإوزة التي تبيض ذهباً ..
كان هناك فلاحاً فقيراً ،اكتشف يوماً بيضة ذهبية تحت إوزته ،في البداية اعتقد أن الأمر خدعة وكاد يرميها جانباً إلا أنه فكر في عرضها علي صائغ البلدة ،وكانت النتيجة أنها من الذهب الخالص !!
فشكر الله علي هذه النعمة ،وفي اليوم التالي زادت دهشته وعظمت سعادته عندما تكررت العملية .
ويوماً بعد يوم كان يصحو ليهرع إلي الإوزة ليجد بيضة ذهبية أخري ،وأصبح في غاية الثراء .
ومع زيادة ثرائه ازداد طمعه وفرغ صبره من الانتظار يوماً بعد يوم للحصول علي بيضة ذهبية واحدة في اليوم ،فقرر أن يذبح الإوزة ويأخذ (الآن) كل البيض الذهبي مرة واحدة ،ولكنه عندما نفذ قراره لم يجد أي بيضة ذهبية ،واكتشف أنه لن يحصل بعد ذلك علي أي بيضة ذهبية ،واكتشف أنه لن يحصل بعد ذلك علي أي بيضة ذهبية ؛لأنه دمر الإوزة التي كانت تبيض البيض الذهبي .
هل أوضح لك الحديث الشريف وتلك الحكاية ماذا نقصد بالفاعلية ؟

إنها محصلة الإنتاج والكفاءة 
فالكفاءة :هي القدرة علي الإنتاج ،هي أدوات الإنتاج نفسها ،أما الفاعلية فهي محصلة الاثنين ..
الفاعلية =الإنتاج ×أدوات الإنتاج 
الفاعلية الحقيقة تساوي في الحديث النبوي الدابة والوصول إلي الهدف ..وتساوي في الحكاية الذهبية الإوزة والبيضة ،وتساوي في المصنع الآلة والمنتج ،وتساوي في البيت ماتريد من الأولاد وعلاقتك بهم ،أو مايريد الزوج من زوجته وعلاقته بها .
تستطيع أن تكون كفؤاً في أي من المجالين ،أن تنتج وتنتج وتنتج فهذه كفاءة علي حساب أدوات الإنتاج .
أن تراعي وتراعي وتراعي فهذه كفاءة علي حساب الإنتاج نفسه .
أن تراعي وتحافظ علي أدوات الإنتاج وفي نفس الوقت أن نتنج بأفضل شكل فهذه هي الفاعلية Effectiveness 
أو كما قالوا:الكفاءة Efficiency هي أن تعمل الأشياء بالشكل الصحيح doing things rightوالفاعلية  effectiveness أن تعمل  الأشياء الصحيحة doıng The rıght Thıngs 

قانون (توازن أ/أأ)

وهوقانون الفاعلية التي تعني التوازن بين الإنتاج (أ)،والقدرة علي الإنتاج ،أو رعاية أدوات الإنتاج (أأ).
الفاعلية =(أ) الإنتاج ×أأ (أدوات الإنتاج ).
الفاعلية =الإنتاج ×الكفاءة .
=نجاح (في العمل )سعادة (في الحياة )
إنه توازن بين ماهو مطلوب عاجلا،وماهو مرغوب آجلا
بين فوائد المدي القصير ،ومايمكن أن نحصل عليه علي المدي الطويل .
الفاعلية =التوازن بين الإنتاج والكفاءة بين الإنتاج والقدرة عليه،بين الإنتاج وأدواته .

                                الإخلاص في العمل 
من أكثر مايسبب لي العجب _كما قلت من قبل _تلك الثنائيات العجيبة التي تتولد في أذهان البشر،وكما قال البعض :إما أبيض أو أسود ،وكأنه ليس هناك ألوان أخري ..
ويزداد العجب عندما يكون هذا التطرف ناحية جهة معينة هوطبيعة تفكير المسلم ؛ذلك لأن الله _تعالي -وصف المسلمين بأنهم أمة وسطا ..يقول تعالي :(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء علي الناس ).
أي حتي نقوم بمهتنا في الكون من الشهادة علي الناس والحضور بينهم ؛أي حتي تقوم أمة حضارة شاهدة مؤثرة لابد أن تكون وسطاً ،ولا تأخذنا إحدي الثنائيات ناحيتها .
ومن أكثر الثنائيات انتشاراً وسط المسلمين ثنائية (الإخلاص والعمل ).
فنجد في أقصي اليمين أناساً وضعوا أيديهم علي صدورهم ،وعلقوا أعينهم علي السماء في هيام شديد وهم يقولون :
المهم هذا..(يقصدون القلب )!!
أي أنهم مخلصون ،متعلقون بالله ،قلوبهم نظيفة ..فإذا نظرت إلي حالهم وجدتهم وقوفاً هكذا منذ زمن لم يتحركوا ،وقد تكاثفت الحشائش علي أجسادهم ،وعشش العنكبوت بين سيقانهم .
ونجد في أقصي اليسار أناساً تركوا كل مايتعلق بالله ،وانطلقوا في سعي دؤوب يعملون ويعملون ويعملون ،ولكنهم قد أفقدوا العمل روحه ،فإذا سألتهم لمن تعملون ؟تتعثر الإجابة علي ألسنتهم ؛لأنها قدخلت قلوبهم منها .
نقول لكم :
إن التركيز علي الإنتاج مع إهمال القدرة عليه هي الطريق إلي التوقف ،وسيؤدي إلي إنتاج قصير المدي ،وعطب أدوات الإنتاج والانهيار السريع .
أما التركيز علي الأدوات دون الإنتاج فتؤدي إلي العقم ..
وأكاد أسمع ذلك الصارخ فيمن يعظ الناس دون أن يعمل بما يعظ يقول :"ياحَجَرَالرَّحَي :حتي متي تسن الحديد ولاتقطع".
أو ذلك التلميذ الأبدي الذي يجمع علماً علي علم علي علم ،ولايفيد الناس بما يعلم ؛بل ويؤثر فيه مايعلم ..نقول له:
َحتي متي تجمع السلاح ولاتحارب .
الأمر يحتاج إلي التوازن بين الإخلاص والعمل ..والله _تعالي_في القرآن يكرر التوجيه علينا:
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات )(البقرة :277).
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )(فصلت :30)

وهكذا فإن الفاعلية في التعامل مع الله هي الإخلاص والعمل .

                                           
التوازن ببن النجاح والفاعلية .


     


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة