العناد والعصبية لدي الأطفال
 |
| الطفل العصبي والعنيد . |
تعد حالة العناد والعصبية عند الأطفال من أنواع السلوك المضطرب والتي تنم عن مشاعر النفور والكراهية من الطفل للأشخاص
المحيطين به، وقد يصدر هذا السلوك من الطفل عن إرادة أو دون وعي ،فتكون تصرفاته علي شكل عادة يمارسها ،ويحتاج الطفل
العنيد والعصبي من التربويين الإهتمام والعناية القصوي وعدم الإستسلام ،بل الإسراع في علاج هذا السلوك إلي جانب عدم تعويده
علي نيل مطالبه بكثرة البكاء والإلحاح ،ويجب ألا ينحدر هذا السلوك في نفس الطفل وألا يكون تصورا في ذهنه بان جميع أفراد الأسرة
هم رهن أهوائه ورغباته ،لذلك فإن علي الوالدين ترويض الطفل علي طاعتهما ،ومساعدته علي كسب شخصية محببة بين الناس في المستقبل .
قد ينتقل سلوك العناد والعصبية بين الأطفال ،إذ من الممكن أن يصبح الطفل العنيد مثالا يقتدي به من قبل الأطفال الآخرين ،وتجدر الإشارة إلي أن عصبية الطفل قد تنتج عنه ضيق يشعر به أو توتر يصيبه اتجاه مشكلة ما .
مظاهر العصبية لدي الطفل :
الصراخ الشديد وقضم الأظافر والمشاجرات مع أقرانه ومع من يحيطون به كإخوانه ووالديه ،أو إصراره علي مايريد وبشدة .
 |
أساليب التعامل مع الطفل العنيد : |
تتعدد الوسائل والأساليب التي علي الوالدين اتباعها مع الطفل لعلاج هذا السلوك غير المرغوب فيه ومنها :.
1.التفاوض مع الطفل :
يحتاج الطفل للشعور ببعض السيطرة في حياته الخاصة دون تلقي الأوامر دوما من الآخرين ،ولذلك فإنه يجب علي الآباء محاولة
التفاوض مع أطفاله ،ومناقشتهم فيما يريدونه ،وسماعهم ،وفهمهم ،إلي جانب منحهم بعضا من الحرية للتعبير عن أنفسهم ،وقد
يساعدهم في ذلك طرح بعض الأسئلة عليهم مثل :
ماذا تحتاج الآن أو كيف يمكن أن أساعدك ؟
إذ يشار إلي أن هذا الأسلوب يشعر الطفل بأنه إنسان قوي قادر علي التعبير عن احتياجاته .
2. مشاركة الطفل في العمل :
قد تكون محاولة مشاركة الطفل في العمل بدلا من توجيه الأوامر له وسيلة ناجحة لتجنب عناده ،إذ يتحسس كثير من الأطفال من تلقي
الأوامر من الآخرين ،خصوصا إذا كان ذلك بطريقة لا تعجبهم ،كرفع الصوت ،أو محاولة إجبارهم مما يجعلهم يميلون للعناد ،ولذلك
فإن علي الآباء محاولة تغيير نهجهم وأسلوبهم في التعامل مع الطفل العنيد ،والمبادرة بمشاركته في العمل المطلوب منه ،إذ سيدفعه
ذلك للقيام بما عليه فعله دون شعور بأنه ينفذ الأوامر .
3.عدم التعامل مع عناد الطفل علي أنه مشكلة :
لايجب علي الآباء التعامل مع عناد الطفل علي أنها مشكلة ،ففي كثير من الأحيان يكون العناد مفيدا للأطفال في حياتهم ،فمثلا فد يمنحهم الإصرار في البحث عن حل لمشكلة ما تواجههم ،كما يجعلهم ملتزمين بقناعاتهم الخاصة ،والتي تجنبهم بعض السلوكيات المنحرفة مستقبلا.
4.إعادة توجيهه انتباه الطفل :
قد يلاحظ الآباء اتجاه طفلهم نحو سلوك غير مرغوب فيه ،فعليهم عندها تشتيت انتباهه عن ذلك السلوك عن طريق مناداته وسؤاله إذا
ماأراد اللعب بلعبة معينة ،أو مشاهدة برنامجه المفضل ،ولهذا الغرض يجب علي الآباء دوما الإحتفاظ بمجموعة من الملهيات التي
يحبها الطفل ،واستخدامها عند الحاجة كالإحتفاظ بكتبه أو ألعابه المفضلة ،أو تحضير الوجبة التي يجب تناولها ،مما يساعد في تشتيت
انتباهه وتجنب أي سلوك غير مرغوب فيه .
5.تعزيز السلوك الجيد لدي الطفل
يحتاج الطفل إلي تلقي المدح والثناء عند القيام بتصرف جيد ،إذ يساعده ذلك علي الشعور بالأمان ،والإتزان ،كما يحقق في ذاته السعادة
،ولذلك يجب علي الوالدين مدح ومكافأة أطفالهم في كل مرة يقوم بها بسلوك جيد سواء كان ذلك في البيت أو في مكان عام ،وفي المقابل عند قيام الطفل بأمر سيْ فحينها يتوجب علي والديه تأديبه .
6.تقسيم مهام الطفل :
يمكن أن يكون عناد الطفل ورفضه لتنفيذ طلبات والديه ناتجا عن عدم قدرته علي إتمام المهام والواجبات المراد منه فعلها ،وفي هذه
الحالة يجب تقسيم المهمة إلي أجزاء أصغر بهدف إتمامه علي عدة مراحل ،مع اخذ فترات قصيرة للإستراحة ،إذ ان
اتباع هذا الأسلوب يمكن أن يحد من عناد الطفل ويدفعه لإنهاء المهمة بشكل أفضل من محاولة إنهائها خلال جلسة واحدة.
7.احترام الطفل :
يجب علي الآباء منح الطفل الإحترام والتقدير لقراراته واختياراته الخاصة وتقبلها ،إذ يميل الطفل غالبأ لرفض السلطة المفروضة
عليه ،وهو مايدفعه في كثير من الأحيان للعناد وعدم الإستجابة ،ولهذا ينصح الأهل أن يستمعوا لآراء أبناؤهم وفهم مايريدون
،ومحاولة نقاشهم بهدوء لإقناعهم والتعاون معهم وتقديم التعاطف والمودة والحب لهم ،وعدم تجاهل مشاعرهم وأفكارهم ،وزرع
الثقة في نفوسهم دون محاولة لإجبارهم ،فالأطفال يحبون أن تحظي آراؤهم وخياراتهم بالإهتمام من قبل الآباء .
نصائح أخري للتعامل مع الطفل العنيد والعصبي :
1.توطيد العلاقة بين الطفل ووالديه ،فكلما كان حب الطفل لوالديه كبيرا،زاد تقبله لهما واستجابته لمطالبهما .
2.ترك مساحة للطفل لكي يتذمر قليلا ،ويعبر عن رأيه في موضوع ما ،فعندما يقدم الطفل علي تنفيذ أمر لا يرغب به ،فإن ذلك يعطيه فرصة للتنفيس عن مشاعره الداخلية التي يخفيها.
3.القدوة :
إذ لابد للطفل أن يجد من يقتدي به في حياته ،وغالبا فإن أقرب قدوة له هم أبواه ،لذلك فإنه يلجأ إلي تقليد تصرفاتهما إيجابية كانت أو
سلبا ،فهو يتبع أسلوب المعاملة نفسها وطريقة الحوار والنقاش مع الآخرين ،واحترام من هم اكبر سنا وغير ذلك من تصرفات تكون
د رسا عمليا للطفل من والديه .
4. مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال ،فلا يطلب الوالدان من الطفل أمر يعجز عن تنفيذه ،أو لايتمكن من إنجازه .
5.الثبات علي الرأي وعدم التساهل ،فلا يتشدد الوالدان مرة ويتساهلان مرة أخري في الأمر نفسه ،إذ ان الطفل لا يتحمل التقلبات في المعايير فتكون النتيجة رفضه لتنفيذ الأمر .
6.تجاهل سلوك العصيان والتمرد في لحظة إرهاق وغضب الطفل ،وعدم الإصرار علي تنفيذ الأمر إلا بعد أن يهدأ.
7.تعويد الطفل علي المساعدة ،إذ يمكن مساعدة الطفل علي كسر العناد من خلال ترك دور المساعدة له،ثم الثناء علي مايقوم به .
إرسال تعليق